الأحد، 27 ديسمبر 2009

حصاد بانوراما الفيلم الأوروبى



مما لاشك فيه أن أكثر ما يميز برنامج ( بانوراما الفيلم الأوروبى) الذى أقامته شركة أفلام مصر العالمية ، هو التنوع فى الموضوعات ما بين التاريخى والإجتماعى والسيرة الذاتية ، ويمتد هذا التنوع ليشمل الضيوف المشاركين فى تقديم الندوات التى تعقب عروض الأفلام فهناك المخرجون مثل ( محمد خان) ، والنقاد ( د/ رفيق الصبان ) ، بالإضافة إلى بعض الممثلين المصريين مثل (خالد أبو النجا ) ، و قد يأتى أحد صناع الفيلم لتتحول الندوة من مجرد نقاش إلى تبادل للأراء بين المتلقى ومبدع العمل الفنى ، كما يمكننا ملاحظة عدة نقاط مشتركة بين هذه الأعمال .
1ـ الإنتماء إلى سينما المؤلف :ـ فهناك العديد من الأعمال ينفرد المخرج بمهمة كتابة السيناريو مثل فيلم ( الأحضان المكسورة للمخرج بيدرو ألمودوفار ) ، وفى أحيان أخرى يستعين المخرج بشخص أخر ليشاركه كتابة السيناريو ، سواء كان مؤلفاً محترفاً مثل (Robert Alberdingk Thijm ) مؤلف فيلم (دنيا وديزى) ، أو يمت لفنان الفيلم بصلة قرابة مثل استعانة مخرجة فيلم (coco avent chanel ) بشقيقتها ، كما جاءت بعض الأعمال مستوحاة من تجارب شخصية لصانعيها مثل فيلم ( this is england ) .
2ـ الحنين إلى الأب :ـ فنحن نلاحظ أن عدداً من شخصيات العمل يعانون من إفتقاد الأب سواء كان غائباً عنهم لسنوات طويلة مثل بطلة فيلم ( كوكو شانيل ) ، أو مازال على قيد الحياة مثل بطلة فيلم ( أربع دقائق ) ، وقد يتحول الأب إلى رمز سياسى مثل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى فيلم ( الزمن الباقى ) للمخرج إيليا سليمان .
3ـ مناقشة قضايا القهر الإنسانى :ـ فالقهر فى هذه الأعمال يبدأ من إجبار الأطفال الفلسطينيين على أداء الأغانى التى تمجد إسرائيل داخل المدرسة فى فيلم (الزمن الباقى) ، مروراً بالمعاملة السيئة التى يعانى منها العرب والمسلمين المقيمين فى فرنسا فى فيلم (يوم التنورة ) ، وإنتهاء بحرمان العازفة الموهوبة من البيانو الذى يمثل بصيص الأمل الوحيد أثناء وجودها داخل السجن فى فيلم ( أربع دقائق ) .
4ـ علاقة عناوين الأفلام بمضمونها :ـ ففى بعض الأعمال يستوحى العنوان من عبارة نطقت بها إحدى الشخصيات الرئيسية مثل إقتراح البطلة تخصيص يوم لإرتداء التنورات فى فيلم ( يوم التنورة ) ، وقد يرتبط بإحدى اللحظات الحاسمة فى حياة البطل مثل الأربع دقائق التى تستغرقها بطلة الفيلم الألمانى فى عزف مقطوعتها الموسيقية قبل عودتها إلى السجن مرة أخرى ، وتحتوى عناوين أعمال أخرى على أسماء شخصياتها مثل ( كوكو شانيل ـ أيام إيما بلانك الأخيرة ) .
5ـ مشاركة الأفلام المعروضة فى أكبر المهرجانات الدولية :ـ وهو ما يظهر من خلال الفيلم الهولندى ( أيام إيما بلانك الأخيرة ) والذى شارك برنامج "أيام فينيسيا" فى مهرجان فينيسيا السينمائى 2009 ، وفيلم الزمن الباقى الذى شارك فى العديد من المحافل العالمية مثل مهرجانى ( كان وأبو ظبى ) هذا العام .
6ـ أثبتت هذه الأعمال ( باستثناء فيلم أجورا ) أن الإنتاج الضخم لا يصنع فيلماً جيداً ، فمعظم التجارب التى عرضت ضمن البانوراما ، قد تميزت بابتكاريه أفكارها ، وعدم الإستسلام إلى أشكال الفيلم التجارى التقليدى ، كما جنح العديد من المخرجون إلى ممثلين غير مشهورين رغبة منهم فى تخفيض التكلفة النهائية لتجاربهم ، ولثقتهم فى قدرات الفنانين ، وهو ما أدى إلى خروج هذه الأعمال بشكل متميز .

الخميس، 24 ديسمبر 2009

عزبة أدم ... الحنين إلى الماضى



 عند قيام صناع الأعمال السينمائية فى مصر بعقد المؤتمرات الصحفية تتردد عبارة (إننا نشارك فى أحد الأفلام الهامة التى تمتاز بروعة السيناريو ) ، وفور نزول الفيلم إلى صالات العرض الجماهيرى يفاجأ المشاهد بأنه على موعد مع أحد التجارب الضحلة على مستوى الفكر أو الفن ، مما يحيلنا إلى إختيارين ، إما أن يكون السيناريو الذى وافق عليه الممثلون لم يتم تصويره لظروف خاصة ، أو تعرض للتشويه المتعمد من قبل المخرج وجهة الإنتاج رغبة منهم فى ضغط النفقات ، ذلك بالإضافة طبعاً إلى تدخلات النجم فى السياق الدرامى بالحذف والإضافة .
ونحن نسمع منذ فترة ليست بالقصيرة العديد من أبيات الشعر التى تتحدث عن فيلم عزبة أدم ، وقامت إحدى الناقدات بتوبيخ الدكتور ( عزت أبو عوف ) رئيس مهرجان القاهرة السينمائى لمجرد قيامة بمهاجمة الفيلم قبل عرضه جماهيرياً ، كما تحدثت بعض المطبوعات عن قيام المخرج محمود كامل بالسفر خارج البلاد وتلقى دورة تدريبية فى فن الإخراج السينمائى عند توقف الفيلم بسبب المشاكل التى دبت بين صناعه ووزارة الداخلية .
والحقيقة أن الفيلم يبدو على مستوى الشكل عملا جاداً يتحدث عن تدهور أحوال البسطاء نتيجة الفقر والجهل والمرض ، وهى معان عظيمة إذا تم طرحها بشكل فنى جيد ، وهو مالم يتحقق فى هذا الفيلم .
يعتمد السيناريست محمد سليمان فى أول تجاربه المعروضة (بعد توقف فيلمه ـ ليلة واحدة ـ إخراج أكرم فريد إلى أجل غير مسمى )على الشخصيات النمطية فالأب ( محمود ياسين ) طيب إلى أقصى درجة ) ، أما حامد ( فتحى عبد الوهاب ) فهو مجرم بالسليقة ، يكتفى كاتب السيناريو بعبارة ( إبن كلب ) ليعبر بها عن بعده الإجتماعى والنفسى ، كما تبدو أغلب الخطوط الدرامية الموجودة داخل العمل مستوحاه من أفلام سبق عرضها ، فقيام ظابط شرطة بالإتفاق مع أحد المجرمين بحيث يقوم الثانى بممارسة أنشطته غير المشروعة تحت رعاية الأول قد تكرر فى فيلمى ( حين ميسرة للمخرج خالد يوسف ـ الجزيرة للمخرج شريف عرفة ) وبينما كان المجرم فى هذه الأعمال يساعد الشرطة فعلا بالكشف عن العناصر الإرهابية ، فإن المجرم فى هذا الفيلم لا نشاهدة وهو يقدم خدمة واحدة لظابط الشرطة تبرر مساعدته له .
كما ينحو السيناريو فى منتصف الأحداث إلى الكوميديا عندما يتم تجنيد مصطفى ( أحمد عزمى ) فى إحدى الجماعات الإرهابية داخل السجن ، وكأن المتطرفين يمارسون أنشطتهم فى العلن ، بل أن الكاتب يصيغ مشهداُ عبقرياً يؤدى فيه مصطفى الصلاه وخلفة أفراد الجماعة فى الهواء الطلق بينما يقوم عساكر السجن بالوقوف بجوارهم دون أن يعينهم الأمر فى شىء ، أما فتاة الليل ( دنيا سمير غانم ) فيحسب للمؤلف إبتكاره الواضح فى تبرير أسباب إنحرافها وهى مرض والدها الذى قضى نصف مشاهده وهو مستلقى على الفراش فى حالة من الإعياء التام ، ورغبتها فى توفير الدواء له .
ويرغب صناع العمل فى تجميع جميع القضايا التى تهم المواطن داخل الفيلم مثل سفر المدرسين للعمل خارج مصر أو شركات توظيف الأموال التى تستولى على مدخرات الفقراء ، وربما كان الفيلم سيناقش قضايا أخرى إذا إمتدت مدة عرضة ، كأن يتوفى شقيق مصطفى متأثراً بمرض إنفلونزا الخنازير ، أو يصاب الأب فى وجهه أثناء مشاهدته لمباراة مصر والجزائر .
أما المخرج محمود كامل فإن دراسته للسينما فى أمريكا تبرر لنا كون معظم مشاهير المخرجين ينتمون إلى دول أوروبا ، فالمخرج ألمو دوفار أسبانى الجنسية ، أما كل من مارتن سكورسيزى و فريدريكو فيللينى فموطنهم الأصلى إيطاليا ، أما مخرجنا العظيم فقد إتبع تكنيكاً مختلفاً فأكثر من اللقطات المقربة للوجوه وكأنه يعلن عن سعادته لإشتراك هذا الكم من الممثلين بالفيلم ، وإعتمد على زوايا تصوير منفره للعين مثل المشهد الذى يخرج فيه التاجر المستغل ( سعيد طرابيك ) من قسم الشرطة ، أو اللقطات المأخوذة لقصر مرشدى ( فتوح أحمد ) من الخارج ، كما ترك كل ممثل يلعب على سجيته ، فالفنان أحمد عزمى يؤدى دوره المفضل وهو طالب الثانوى المتعلم الذى يلتحق بالجماعات المتطرفة ، وماجد الجدوانى يلجأ لطبقة صوت مستعارة ليعبر عن سطوة ظابط الشرطة ، أما فتحى عبد الوهاب فتعامل مع دوره وكأنه يشارك فى إحدى المسرحيات فأخذ يبالغ فى التعبير عن حقارة الشخصية بواسطة حركة يديه وتعبيرات وجهه ، ونأتى إلى الفنان محمود ياسين الذى إتبع مقولة أن السينما فن شاب تعتمد بشكل أساسى على الفنانين الشباب ، فأدى دوره المحدود (عشرة مشاهد تقريباً ) بقدر غير قليل من الفتور ، حيث نلاحظ تعمد المخرج فى مشهد ظهوره الأول المصور بلونى (الأبيض والأسود) إختيار زاويا تصوير بحيث لا يظهر فى لقطة مقربة لتأكدة من رداءة الماكياج ، وهو الأمر الذى تكرر فى مشهد المطاردة بين كل من الظابط سعد والمجرمان ( فتحى عبد الوهاب ـ سليمان عيد ) ، حيث تتبادل أحجام اللقطات مابين لقطة عامة لسيارة الشرطى التى لا توضح الإضاءة ملامح قائدها ، ولقطة مقربة ( close up ) لوجه الممثل ( ماجد الكدوانى ) .
أما بالنسبة لبقية العناصر الفنية فنلاحظ أن إضاءة العديد من المشاهد غير ملائمة للمصدر مثل مشاهد حامد داخل المنزل بعد قتله لمرشدى أو اللقاء الأول بين مصطفى وأمير الجماعة الإرهابية وهو ما يدخل تحت مسئولية مدير التصوير ( هشام سرى ) ، و تصور مهندس الديكور كمال مجدى أن الحجز الخاص بقسم الشرطة عبارة عن سبورة فى إحدى الفصول فازدحم الحائط الذى يستند عليه المتهمون بعبارات تتحدث عن شخص واحد لا نعلمه ، كما جاء ديكور معقل الإرهابيين أشبه بمعسكرات الكشافة ، بينما تخيل المونتير عمرو عاصم بأنه يقوم بمونتاج فيلم عمارة يعقوبيان ، فلا تمر بضعة دقائق إلا ويفاجئنا بلقطة للبحر الذى تطل عليه عزبة أدم .
أما النتائج المترتبة على عرض هذا الفيلم فهى قيام جميع المعارضين لأفلام المخرج خالد يوسف بالإتفاق على نشر إعتذار مطول يعتذرون من خلاله عن وصفهم له بالرؤية القاتمة والمباشرة الفجة فى الجرائد الحكومية والمستقلة .

بالألوان الطبيعية ... عندما تهزم الحرفة الموهبة



من أكثر الأشياء المضحكة التى قرأتها فى الأونة الأخيرة هو تعليق لأحد الأشخاص على موقع ( الـ you tube ) يؤكد فيه أن مخرج فيلم بالألوان الطبيعية قدم هذا العمل لمجرد الربح التجارى ، بالرغم من أن المخرج أسامة فوزى قدم منذ تخرجه من المعهد العالى للسينما عام 1980 أربعة أفلام روائية طويلة وهو رقم أقل من نصف عدد الأفلام التى قدمها المخرج أحمد البدرى فى الخمسة أعوام الأخيرة ، بل أن ( أسامة فوزى ) لم يتم ظبطه متلبساً بإخراج أحد أغانى الفيديو كليب أو مسلسل تلفزيونى مكون من أربعون حلقة ، فهو بالتالى يسعى إلى توصيل أفكارة للمتلقى دون النظر إلى رأى المشاهد فى العمل ، أو الإستعانه بتمويل من الخارج يعرضه لإتهامات بتشويه سمعة مصر .
وفى الواقع أن تناول فيلم بالألوان الطبيعية لابد ألا يأتى بمعزل عن فيلم ( بحب السيما ) لنفس المخرج ، والذى إحتوى على شخصية شاب يهوى الرسم ولم يستطع تحقيق حلمه داخل مصر مما دفعة إلى السفر للخارج وهو نبيل ( خال الطفل نعيم ) ، وعلى هذا فإن فيلمنا يطرح فى أحد مستوياته المتعددة فكرة ( ماذا كان سيحدث لنبيل لو حقق حلمة بدخول كلية الفنون الجميلة ) .
يأتى بناء هذا العمل معتمداً على فكرة تكثيف اللحظات الزمنية الخاصة بالبطل ، فالأحداث تدور فى خمس سنوات ، ونلاحظ أن صناع الفيلم يتعمدون حذف الأزمنة الضعيفة ، مثل ذهاب يوسف لخطبة إلهام ، أو تطور العلاقة بين على (رمزى لينر) وصديقته ، بل أننا نتابع السنة الرابعة للبطل فى أربعة مشاهد فقط ، كما يجنحون إلى التفرقة بين نهايات كل مرحلة ، فالعام الأول ينتهى بالطلبة وهم يغنون ، بينما تأتى نهاية العام الثانى عندما يحدث يوسف زميلته عن حالة الحزن التى يمر بها ، بل أن مواقف الشخصيات من بعضها يتم التعبير عنها بشكل بصرى مثل قيام ليلى بتأمل اللوحة التى رسمها يوسف فى السنة الأولى ، أو إفراغ (على) للعصير الذى يشربه فى وجه زميله إبراهيم كناية عن كراهيته له ، بل أننا نفاجأ بعلاقات بصرية متكاملة ، فعلى سبيل نشاهد إبراهيم (إبراهيم صلاح ) يتحدث إلى إحدى الفتيات فى بداية العمل ، ثم تتطور علاقتهم فى مشهد أخر حين نراهم يسيرون سوياً داخل الجامعة أثناء حديث يوسف مع الأستاذ المستنير ، إلا أن نراها فى النهاية تدافع عنه عند تشاجره مع على .
يعلن المؤلف منذ البداية موقفة المضاد لإسلوب تعليم الفنون ، فنحن نلاحظ أن البطل حين يدخل الكلية لأول مرة فإنه يقابل بسخرية من طلاب السنوات السابقة ، وهو ما يشير إليه زميله بعبارة (حفلة الإستقبال ) ، والحقيقة أن الجملة السابقة لا تأتى بشكل عفوى ، فهى ترد المشاهد إلى الإهانة التى يتعرض إليها الشخص الذى يدخل السجن لأول مرة ، فالكلية أصبحت معادلا للسجن ، كما تسيطر فكرة المعادلات على معظم شخصيات العمل ، فالداعية الإسلامى يمثل الدين ، والموديل (سعيد صالح ) يمثل مستقبل البطل فى حالة إستسلامه ، أما فتاة الليل فتبدو إنعكاساً لموقف الفيلم من البطل ، فإذا كانت تقوم ببيع جسدها ، فإن بطلنا يتربح من فنه ، كما أن المخرج يعبر بصرياً عن تخبط بطله فى عدة مواضع مثل إنقسام طلبة الفنون إلى جماعات تعبر كل منها عن ثقافتها فيأتى الناتج النهائى عشوائياً لعدم رغبة أى منهم فى تقبل الأخر ، أو ذلك المشهد الذى يتنقل فيه البطل بين الطرق المختلفة داخل أحد الأسطح أثناء حديث صديقه عن بدء ظهور مشاعر الأبوة بداخلة .
يؤكد المؤلف على عدم إرتباط الموهبة بالدراسة الأكاديمية ، عندما يحدث يوسف عميد الكلية عن تميز طلبة قسم الدراسات الحرة ، ويشير إلى ضحالة تفكير الأساتذه ، عندما يتهمون الطلبة بالكسل مؤكدين أن بإمكانهم تحقيق أرباح مادية طائلة فى الوقت الذى يقومون فيه بالتدريس لهم ، ويتعامل مع شخصياته التى تمارس بعض الأفعال اللا أخلاقيه بقدر من التعاطف مثل موقف ( هدى ) فرح يوسف الخاص برغبتها فى الإحتفاظ بجنينها ، ويؤكد على سيطرة النزعة الدينية على المجتمع المصرى عندما يحدث الطالب الوصولى زميلته أن التصميمات الساذجة ذات البعد الدينى هى أكثر الأعمال التى تعجب بها الأسرة المصرية المحافظة ، ويشير إلى أن الخوف من الرسوب هو ما يشغل الطلاب عندما تتحدث إحدى الطالبات عن إضطرارها لرسم أفكار سبق وأن لاقت إشادة من الأساتذة حتى لا تتعرض للتوبيخ بسبب إبتكاراتها .
وعلى جانب أخر تأتى الإنتقالات فى الفيلم لتعبر عن مضمون العمل ، مثل الإنتقال من حديث الأستاذ عن ضرورة الإنطلاق وإحتفال الطلبة بعيد الحب ، أو القطع إلى حفلة الإستقبال بالكلية بعد قيام يوسف بالفرار من والدته المعترضة على اتجاهه للفن ، كما يؤكد الفيلم بصرياً أن بطلنا قد إستعاد توازنه من خلال إختيار توقيت مشهد النهاية الذى يدور نهاراً على عكس المشهد الذى دار فى نفس المكان عندما كان البطل يمر بحالة نفسية سيئة فدار فى فترة الغروب وصولاً إلى الليل .
وإذا كان طلبة الفنون الجميلة قد قاموا بمهاجمة المخرج أسامة فوزى قبل نزول العمل إلى صالات العرض السينمائى ، فإن كاتب هذه السطور يثق أنه لن يلتفت إلى هذا الهراء ، نظراً لإنشغالة فى التحضير لعمل جديد يدور حول ( مستقبل يوسف عقب إنخراطه فى الحياة العملية ) .