الثلاثاء، 5 فبراير 2008

little miss sunshine

دى مقالة ليا عن الفيلم ده وبعتبره من أحلى الأفلام اللى شفتها فى حياتى
Little miss sunshine
نسيج سينمائى شفاف يصيب القلب مباشرة

يسير بخطوات هادئة على السجادة الحمراء ، يعتلى خشبة المسرح ، يمسك بيده حلم كل كاتب سيناريو ( تمثال الأوسكار ) ويتمتم بتواضع شديد ( أشكركم لإهتمامكم بفيلمنا الصغير ) هو مايكل أرندت
هذا الشريط السينمائى الذى حصد على العديد من الجوائز العالمية منها أفضل سيناريو مكتوب خصيصا للسينما وأفضل ممثل دور ثانى ولم يعرض فى الشاشات المصرية حتى الأن ، إنما يرجع الفضل الرئيسى لتميزه الى الكاتب مايكل ارندت والذى لم تكن أى علاقة بالسينما قبل ظهور الفيلم باستثناء عمله كمساعد للممثل ماثيو برودريك فى فيلم متوسط القيمة يدعى(Addicted to Love أنتاج عام 1997).

يبدأ مايكل فيلمه بمجموعه من المشاهد السريعة التى تلخص حياة كل فرد من أفراد الأسرة ، وذلك عن طريق إختيارة لتفصيلة معينة لكل شخصية تميزها عن الأخرى.
التفاصيل هى التى تطور أحداث هذا العمل الممتع فعلى سبيل المثال يبدأ الفيلم بالطفلة أوليف وهى تشاهد حفلا لملكات الجمال وتبدى إعجابها الشديد بالفائزة ومع مرور الأحداث تتشاجر الأسرة داخل أحد المطاعم بسبب قيام الأب بلفت نظر الطفلة للأضرار الجسيمة لتناول الأيس كريم ، كل هذا جيد ، ولكن العبقرية تكمن فى مزج كلا التفصيلتان فى نهاية الفيلم وفى مشهد شديد الذكاء إذ تلتقى الطفلة بملكة الجمال التى تخبرها أنها تفضل الأيس كريم بنفس النوع الذى طلبته الإبنه فى مشهد المطعم ، لتحدث الطفلة والدتها فرحة بأن ملكة الجمال تفضل الأيس كريم .
الأمر نفسه يتكرر مع شخصية الأم وتدخينها السجائر بدون علم الأسرة ، أما الجد فإن مشهد ظهورة الخاص بتعاطيه للهيروين يتكرر للمرة الثانية والأخيرة قبل أن يختفى نهائياً من الأحداث .

يعتمد فيلم ( little miss sunshine) على إسلوب الفوتومونتاج فى كثير من مشاهدة مثل مشاهد البداية التى تتكرر مرة أخرى فى منتصف الفيلم فى إشارة إلى أن حياة هؤلاء الأشخاص ستستمر إلى الأبد على وتيرة واحدة .
وينقسم الحوار فى الفيلم إلى نوعان الأول حوار تقريرى يعتمد بصفة أساسية على عرض أكبر كم من المعلومات مثل مشهد الحوار الأول بين كلا من الطفلة وخالها حيث تسأل الطفلة الخال عن سبب إنتحارة فيحدثها عن السبب بالتفصيل أو مثل مشهد المشاجرة بين كلا من الأب والناشر والذى يخبره أن سبب عدم نشر كتابه هو كونه شخصا مغموراً ، أما النوع الثانى من الحوار فهو الحوار المكثف ذو الدلالات والذى يعتمد على بضع كلمات فقط مثل الحوار بين الأم والخال أثناء عودتهما من المستشفى فى بداية الفيلم أو الحوار بين كلا من الطفلة والخال بعد وفاة الجد والذى تقوم فيه بسؤاله عن الجنه .
تتطور العلاقات بين الأبطال على مدار الفيلم بشكل ملحوظ فمنذ المشهد الأول نلاحظ وجود فتور بين كلا من الأب والجد و فى منتصف الفيلم يفاجأ الأب أن كتابه لن يتم نشرة ليحزن الجد وفى دلاله زكيه يكون المشهد الأخير الذى يجمع بينهما قبل وفاة الجد عبارة عن مصارحة حيث يحدثه الجد بأنه فخور به بسبب قيامه بالمحاوله وأنه أفضل منه .

وعلى جانب أخر تظهر على مدار الأحداث العديد من التشابهات بين كلا من الخال والإبن من حيث الفشل ورد الفعل السلبى لكل منهم من حيث قيام الخال بالإنتحار وإلتزام الإبن بالصمت التام ولذلك فإن أول حوار حقيقى للإبن فإنه يتبادله مع الخال بجوار الشاطىء .

أما الأب فتتغير طباعة على مدار الأحداث فهو فى البداية يقسم البشر تقسيماً مدرسياً إلى ناجحين وفاشلين ولكن بعد موت والده وإكتشافه لفشله يغير رأيه تماماً حيث يخبر المسئولة عن الإشتراك فى المسابقة أن كل هدفهم هو الإشترك فقط .

كما يعبر الفيلم بصرياً عن إفتقاد الأبطال للقدرة على التواصل بينهم من خلال مشهد فقدانهم للطفلة أوليف داخل محطة البنزين ، ثم تبدأ علاقتهم ببعضهم فى النمو فى الجزء الأخير من العمل بداية من التوجه بسرعة إلى مكان المسابقة وقيامهم بتحطيم العديد من الحواجز وقيام الخال الرافض لفكرة السفر بالإسراع من أجل الإشتراك بإسم الطفلة فى المسابقة ، ثم قيامهم بالرقص سويا غير مبالين بغضب لجنة التحكيم وإنتهاءاً بقيامهم بكسر الحاجز الأخير قبل إنصرافهم من المكان ، هذا الحاجز ليس مادياً فقط وإنما معنوياً بينهم وبين أنفسهم .

إن حصول هذا الفيلم على جائزة الأوسكار قد تم وسط منافسة شرسة حيث كانت الأفلام المتنافسة فى مجال السيناريو هى ( بابل ورسائل من أيوجيما و الملكة ) وهى أفلام قويه مما يجعلنا نفكر فى السبب الحقيقى لإختيار اللجنة لهذا الفيلم وهو .. البساطه .. .

ليست هناك تعليقات: