بنظرة سريعة على أغلب الأعمال السينمائية المصرية والمأخوذة عن أعمال أدبية سنتأكد أن بعض السينمائيين قد تعاملوا مع روايات كبار الكتاب مثل ( نجيب محفوظ ـ إحسان عبد القدوس ـ طه حسين ) باستخفاف شديد لتخرج لنا أعمال مثل ( شهد الملكة إخراج حسام الدين مصطفى ـ الحب الضائع إخراج بركات ـ أرجوك اعطنى هذا الدواء إخراج حسين كمال ) معتمدة بشكل رئيسى على الصدف الملفقة والتوليفات التجارية مضمونة النجاح ، أما البعض الأخر فقدم أعمالأ متماسكة ستظل راسخة فى تاريخ السينما المصرية مثل ( البوسطجى ـ الأرض ـ بداية ونهاية ) ، وبعيداً عن العلاقة الأزلية بين النص الروائى ونظيره السينمائى ، فإننا إذا نزعنا إسم الأديب من تترات العمل السينمائى الركيك ، لن ينقص هذا من ضعف مستواه الفنى ورداءته الشديدة ، و يأتى فيلم صياد اليمام كضيف ثقيل الظل ، إقتحم دور العرض فى غفلة من الزمن ، ونال جزاءه المحتوم فى النهاية .
عندما يتصدر إسم الروائى الكبير ( إبراهيم عبد المجيد ) أفيش أحد الأفلام ، سنعلن تأييدنا الفورى لقيام أحد كتاب السيناريو بالتحمس لأحد إبداعاته الأدبية وسط هذا الكم الضخم من الأعمال الرديئة التى يبحث صناعها عن الإيرادات الوهمية ، وسنتوقع مستوى فنى معين يتناسب مع هذا الطموح ، وسنستبشر خيراً عندما نقرأ إسم مدير التصوير رمسيس مرزوق على الملصقات ، فبتقديمه أعمال متميزة سابقة مثل ( إسكندرية كمان وكمان إخراج يوسف شاهين ـ زائر الفجر إخراج ممدوح شكرى ) ، سيجد ضالته فى تقديم عالم جديد مختلف عن الأجواء التقليدية التى يدور فيها الفيلم المصرى منذ عشرات الأعوام .
ولكن كل هذه الأحلام تتبخر فور بدء فيلم صياد اليمام ، ففى المشهد الأول نفاجأ بمجموعة كوارث سينمائية مكثفة تدفع المشاهد المتمرس إلى الفرار من دار العرض إلى غير رجعه ، ويصور لنا المشهد عودة والد البطل من عمله ورؤيته لوالدته ، والتى تشبه الجنية المسحورة من فرط جمالـها وجاذبيتـها ، وعلينا أن
نتوقف أمام الوصف السابق ذكره ، والذى يعتبر هو المفتاح الرئيسى لفهم الفيلم كله ، فالمخرج يقرر إخراج جميع مواهبة المدفونة ، فيتعمد ( بالإتفاق مع مدير التصوير ) أن يجعل المكان غارقاً فى الظلام بحيث لا يتبين المتفرج الفارق بين والد البطل وصديقه الذى يتبادل معه أطراف الحديث ، ثم يستكمل المشهد الفذ بإختياره للمكان السحرى وهو عبارة عن إحدى الترع بحيث نلمح إطارات السيارات الفارغة منتشرة بجوار والدة البطل .
ومن السهل أن يقوم أحد الأشخاص بتأليف كتاب كامل عن الأخطاء الموجودة فى فيلم صياد اليمام ، مثل إختيار ممثل ثانوى لأداء شخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، بالرغم من عدم وجود أى تشابه فى الشكل الخارجى بينهما ، أو تثبيت الكاميرا لمدة خمس دقائق على الأب وهو يقوم بكتابة أحد الخطابات ، وأن نقضى نصف المشهد الخاص بوجود الحاوى على المسرح دون أن نرى أى أثر للجمهور الموجود أمامه ، بحيث تبدو فقرته موجهة بشكل رئيسى لجمهور قاعة العرض ، وعلينا أن نذكر بكل الخير الأداء المفتعل للممثل وحيد السنباطى فى دور العم ، المنتمى إلى عالم السهرات التلفزيونية التى توقفت مدينة الإنتاج الإعلامى عن إنتاجها منذ زمن ، أو تكرار المخرج للقطة مصنوعة بالكمبيوتر للقمر على مدار الفيلم ، وترديد مضمون الحوار على لسان الراوى (أحمد راتب ) بعد أن يتفوه به أبطال العمل .
ورغبة من صناع العمل فى الوصول للجمهور بسرعة ، يتم حشو الفيلم بالعديد من المواقف الكوميدية ، بداية من التتر الذى يشبه تترات برامج الأطفال ، مروراً بمحاولة الفنان أشرف عبد الباقى الإستظراف فى مشهد سؤاله عن صديقه ( طلعت زكريا ) داخل البار ، وإنتهاء بمشهد مقابلته لحبيبته داخل المترو ، والذى تعمد فيه التنكر فى هيئة كمسرى .
أما الشىء الوحيد الذى نجح فيه المخرج إسماعيل مراد فهو دفع المتفرج إلى كراهية مصطلح ( أغنية ) ، وذلك بتكراره للأغانى على مدار الفيلم ، سواء كان الموقف الدرامى يتطلب وجودها أو لا يتطلب .
عندما يتصدر إسم الروائى الكبير ( إبراهيم عبد المجيد ) أفيش أحد الأفلام ، سنعلن تأييدنا الفورى لقيام أحد كتاب السيناريو بالتحمس لأحد إبداعاته الأدبية وسط هذا الكم الضخم من الأعمال الرديئة التى يبحث صناعها عن الإيرادات الوهمية ، وسنتوقع مستوى فنى معين يتناسب مع هذا الطموح ، وسنستبشر خيراً عندما نقرأ إسم مدير التصوير رمسيس مرزوق على الملصقات ، فبتقديمه أعمال متميزة سابقة مثل ( إسكندرية كمان وكمان إخراج يوسف شاهين ـ زائر الفجر إخراج ممدوح شكرى ) ، سيجد ضالته فى تقديم عالم جديد مختلف عن الأجواء التقليدية التى يدور فيها الفيلم المصرى منذ عشرات الأعوام .
ولكن كل هذه الأحلام تتبخر فور بدء فيلم صياد اليمام ، ففى المشهد الأول نفاجأ بمجموعة كوارث سينمائية مكثفة تدفع المشاهد المتمرس إلى الفرار من دار العرض إلى غير رجعه ، ويصور لنا المشهد عودة والد البطل من عمله ورؤيته لوالدته ، والتى تشبه الجنية المسحورة من فرط جمالـها وجاذبيتـها ، وعلينا أن
نتوقف أمام الوصف السابق ذكره ، والذى يعتبر هو المفتاح الرئيسى لفهم الفيلم كله ، فالمخرج يقرر إخراج جميع مواهبة المدفونة ، فيتعمد ( بالإتفاق مع مدير التصوير ) أن يجعل المكان غارقاً فى الظلام بحيث لا يتبين المتفرج الفارق بين والد البطل وصديقه الذى يتبادل معه أطراف الحديث ، ثم يستكمل المشهد الفذ بإختياره للمكان السحرى وهو عبارة عن إحدى الترع بحيث نلمح إطارات السيارات الفارغة منتشرة بجوار والدة البطل .
ومن السهل أن يقوم أحد الأشخاص بتأليف كتاب كامل عن الأخطاء الموجودة فى فيلم صياد اليمام ، مثل إختيار ممثل ثانوى لأداء شخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، بالرغم من عدم وجود أى تشابه فى الشكل الخارجى بينهما ، أو تثبيت الكاميرا لمدة خمس دقائق على الأب وهو يقوم بكتابة أحد الخطابات ، وأن نقضى نصف المشهد الخاص بوجود الحاوى على المسرح دون أن نرى أى أثر للجمهور الموجود أمامه ، بحيث تبدو فقرته موجهة بشكل رئيسى لجمهور قاعة العرض ، وعلينا أن نذكر بكل الخير الأداء المفتعل للممثل وحيد السنباطى فى دور العم ، المنتمى إلى عالم السهرات التلفزيونية التى توقفت مدينة الإنتاج الإعلامى عن إنتاجها منذ زمن ، أو تكرار المخرج للقطة مصنوعة بالكمبيوتر للقمر على مدار الفيلم ، وترديد مضمون الحوار على لسان الراوى (أحمد راتب ) بعد أن يتفوه به أبطال العمل .
ورغبة من صناع العمل فى الوصول للجمهور بسرعة ، يتم حشو الفيلم بالعديد من المواقف الكوميدية ، بداية من التتر الذى يشبه تترات برامج الأطفال ، مروراً بمحاولة الفنان أشرف عبد الباقى الإستظراف فى مشهد سؤاله عن صديقه ( طلعت زكريا ) داخل البار ، وإنتهاء بمشهد مقابلته لحبيبته داخل المترو ، والذى تعمد فيه التنكر فى هيئة كمسرى .
أما الشىء الوحيد الذى نجح فيه المخرج إسماعيل مراد فهو دفع المتفرج إلى كراهية مصطلح ( أغنية ) ، وذلك بتكراره للأغانى على مدار الفيلم ، سواء كان الموقف الدرامى يتطلب وجودها أو لا يتطلب .