من الواضح أن التصدى للكتابة عن أخر أعمال المخرجة كاملة أبو ذكرى ( واحد صفر ) هو مغامرة شاقة ، ليس لصعوبة الفيلم ، وإنما بسبب قيام كم ضخم من المتخصصين والهواة بالكتابة عنه سلباً وإيجاباً ، وهو ما يضع الشخص المنوط بكتابة مقالة عن الفيلم فى مأزق استكشاف نقاط جديدة لم يتم الإشارة إليها قبل ذلك .
وبالنسبة لفيلمنا فنحن نلاحظ أن أغلب مشاهد الفيلم إنما تعتمد على صراعاً أساسياً بين إرادتين مختلفتين ، فعلى سبيل المثال يحمل مشهد تسجيل البرنامج التلفزيوني عدة صراعات ، فهناك صراع بين المذيع ( خالد أبو النجا ) والمطربة ( زينة ) ، وصراع أخر بين المذيع ومخرج البرنامج ، بل أن هناك قيادة عليا تتصل لتبدى استيائها للمخرج ( أحمد كمال ) من بعض التجاوزات الموجودة فى الحلقة ، وإذا كان الصراع دائماً يعتمد على قوتين متناقضتين أحدهما قوية والأخرى ضعيفة ، فإن الطرف الأقوى يتعمد قمع الأضعف مثل مشهد قيام سليم ( حسين الإمام ) بإهانة رانيا ( زينة ) داخل البار ، ولذلك فإن قيام الطفل الصغير بإعطاء قطعة الحشيش لسائق الميكروباس ، لا يعتبر مجرد تفصيلة أساسية فى اليوم الذى تدور من خلاله أحداث العمل ، وإنما هو شعور بالخوف من ترك وظيفته المتواضعة .
هذا الشعور إنما يسيطر على كثير من الشخصيات الأخرى ، فنيفين (إلهام شاهين) تخاف من إسقاط الحمل مؤكدة أن هذه هى فرصتها الأخيرة ، بينما تحاول هدى ( إنتصار ) أن تقنع الراقصة بجودة المنتجات التى تبيعها حتى لا تخسر مزيداً من الزبائن ، أما عادل ( أحمد الفيشاوى ) فإنه يعانى من عدم قدرته على استكمال مشروع الكوافير الخاص به بسبب قلة الأموال الموجودة فى حوزته .
وتأخذ علاقة الرجل والمرأة جانباً من إهتمام صناع الفيلم ، ويحتوى العمل على أشكال مختلفة من فكرة الثنائيات ، والشىء الملفت للنظر أن معظم هذه العلاقات إنما يشكل ( الجنس ) ملمحاً رئيسياً فى تطورها ، فهدى تستسلم لشخص يتحرش بها داخل الأتوبيس ، أما نيفين فإنها علاقتها بشريف تثمر عن جنين ، ويأتى مشهد الحب بين عادل ورانيا داخل دورة المياة ليؤكد أنه لا يزال يحبها ، وذلك على العكس من علاقتها بسليم والذى يعبر فيها الجنس عن مدى المهانة التى ارتضتها رانيا لنفسها فى مقابل أموال زهيدة ، وهو ما سبق وأعلنت عنه فى مشهد البرنامج .
وتمتد فكرة الثنائيات لتشمل أغلب المشاجرات التى تنتشر على مدار الفيلم ، والتى تنقسم إلى عدة أنواع ، ففى بعض الأحيان يدخل أحد الأطراف إلى المشاجرة وهو فى حالة استعداد لها مثل مشهد ( ريهام وشقيقتها ـ عادل ووالدته ) ، وفى أحيان أخرى يبدأ المشهد بالطرفين وهما فى حالة إسترخاء شديد مثل المشاجرة التى جمعت بين نيفين وشريف ، ونلاحظ أن المشاجرات الثلاثة التى تم تقديمها بشكل متوازى ، إنما تنتهى بخروج الطرف الأضعف من المكان ، والضعف فى هذه الحالة يتراوح ما بين عدم القدرة على إتخاذ القرار المناسب مثل ( شريف ) وعدم استطاعة هذا الطرف إثبات براءته ونبل أفعاله لأقرب الأشخاص إليه مثل (رانيا) .
ومن الأشياء الملفتة للنظر فى الفيلم أن أغلب الإنتقالات إنما تتم بين شخصين تربطهما صلة محددة وهو ما يتضح فى الفوتومونتاج الذى رصدت المخرجة من خلاله الحالة النفسية الخاصة بشخصيات الفيلم المختلفة ، ويظهر بوضوح فى الإنتقال بين ريهام أثناء لقاءها مع الشاب ومشاهد تواجد شقيقتها داخل البار .
وفى بعض الأحيان يتدخل طرف ثالث محاولاً حل المشاكل الموجودة بين الطرفين الأساسيين ، وهو ما نلمسه فى قيام صديق عادل بإخباره أن والدته ستساعده فى إستكمال تجهيز المحل ، وتأكيد مونى ( عايدة رياض ) لنيفين أن شريف قام بالإتصال بها مؤكداً أنه لا يستطيع الإستغناء عنها .
وإذا كان الفيلم ينتهى بانتصار مصر وفوزها بكأس الأمم الأفريقية ، فإن شخصيات الفيلم المهزومة ، إنما تنتابها حالة سعادة مؤقته ، وهو ما يطرح سؤالاً أخيراً ماذا يحدث لو إنتهت المباراة بهزيمة المنتخب القومى؟ ، هل ستتغير مصائر الأبطال ؟ ، لا أعتقد ذلك ، فالجميع يجرون بسرعة تجاه النفق المظلم ، وربما يتحول عادل بعد سنوات إلى نسخة أخرى من صاحب المحل القاسى ، وتقوم رانيا بإصدار شريط كاسيت جديد ، أما الطفل فإن المستقبل الدامس ينتظره ليصبح مجرد سائس جراج كهل مثل جدة (لطفى لبيب ) .
وبالنسبة لفيلمنا فنحن نلاحظ أن أغلب مشاهد الفيلم إنما تعتمد على صراعاً أساسياً بين إرادتين مختلفتين ، فعلى سبيل المثال يحمل مشهد تسجيل البرنامج التلفزيوني عدة صراعات ، فهناك صراع بين المذيع ( خالد أبو النجا ) والمطربة ( زينة ) ، وصراع أخر بين المذيع ومخرج البرنامج ، بل أن هناك قيادة عليا تتصل لتبدى استيائها للمخرج ( أحمد كمال ) من بعض التجاوزات الموجودة فى الحلقة ، وإذا كان الصراع دائماً يعتمد على قوتين متناقضتين أحدهما قوية والأخرى ضعيفة ، فإن الطرف الأقوى يتعمد قمع الأضعف مثل مشهد قيام سليم ( حسين الإمام ) بإهانة رانيا ( زينة ) داخل البار ، ولذلك فإن قيام الطفل الصغير بإعطاء قطعة الحشيش لسائق الميكروباس ، لا يعتبر مجرد تفصيلة أساسية فى اليوم الذى تدور من خلاله أحداث العمل ، وإنما هو شعور بالخوف من ترك وظيفته المتواضعة .
هذا الشعور إنما يسيطر على كثير من الشخصيات الأخرى ، فنيفين (إلهام شاهين) تخاف من إسقاط الحمل مؤكدة أن هذه هى فرصتها الأخيرة ، بينما تحاول هدى ( إنتصار ) أن تقنع الراقصة بجودة المنتجات التى تبيعها حتى لا تخسر مزيداً من الزبائن ، أما عادل ( أحمد الفيشاوى ) فإنه يعانى من عدم قدرته على استكمال مشروع الكوافير الخاص به بسبب قلة الأموال الموجودة فى حوزته .
وتأخذ علاقة الرجل والمرأة جانباً من إهتمام صناع الفيلم ، ويحتوى العمل على أشكال مختلفة من فكرة الثنائيات ، والشىء الملفت للنظر أن معظم هذه العلاقات إنما يشكل ( الجنس ) ملمحاً رئيسياً فى تطورها ، فهدى تستسلم لشخص يتحرش بها داخل الأتوبيس ، أما نيفين فإنها علاقتها بشريف تثمر عن جنين ، ويأتى مشهد الحب بين عادل ورانيا داخل دورة المياة ليؤكد أنه لا يزال يحبها ، وذلك على العكس من علاقتها بسليم والذى يعبر فيها الجنس عن مدى المهانة التى ارتضتها رانيا لنفسها فى مقابل أموال زهيدة ، وهو ما سبق وأعلنت عنه فى مشهد البرنامج .
وتمتد فكرة الثنائيات لتشمل أغلب المشاجرات التى تنتشر على مدار الفيلم ، والتى تنقسم إلى عدة أنواع ، ففى بعض الأحيان يدخل أحد الأطراف إلى المشاجرة وهو فى حالة استعداد لها مثل مشهد ( ريهام وشقيقتها ـ عادل ووالدته ) ، وفى أحيان أخرى يبدأ المشهد بالطرفين وهما فى حالة إسترخاء شديد مثل المشاجرة التى جمعت بين نيفين وشريف ، ونلاحظ أن المشاجرات الثلاثة التى تم تقديمها بشكل متوازى ، إنما تنتهى بخروج الطرف الأضعف من المكان ، والضعف فى هذه الحالة يتراوح ما بين عدم القدرة على إتخاذ القرار المناسب مثل ( شريف ) وعدم استطاعة هذا الطرف إثبات براءته ونبل أفعاله لأقرب الأشخاص إليه مثل (رانيا) .
ومن الأشياء الملفتة للنظر فى الفيلم أن أغلب الإنتقالات إنما تتم بين شخصين تربطهما صلة محددة وهو ما يتضح فى الفوتومونتاج الذى رصدت المخرجة من خلاله الحالة النفسية الخاصة بشخصيات الفيلم المختلفة ، ويظهر بوضوح فى الإنتقال بين ريهام أثناء لقاءها مع الشاب ومشاهد تواجد شقيقتها داخل البار .
وفى بعض الأحيان يتدخل طرف ثالث محاولاً حل المشاكل الموجودة بين الطرفين الأساسيين ، وهو ما نلمسه فى قيام صديق عادل بإخباره أن والدته ستساعده فى إستكمال تجهيز المحل ، وتأكيد مونى ( عايدة رياض ) لنيفين أن شريف قام بالإتصال بها مؤكداً أنه لا يستطيع الإستغناء عنها .
وإذا كان الفيلم ينتهى بانتصار مصر وفوزها بكأس الأمم الأفريقية ، فإن شخصيات الفيلم المهزومة ، إنما تنتابها حالة سعادة مؤقته ، وهو ما يطرح سؤالاً أخيراً ماذا يحدث لو إنتهت المباراة بهزيمة المنتخب القومى؟ ، هل ستتغير مصائر الأبطال ؟ ، لا أعتقد ذلك ، فالجميع يجرون بسرعة تجاه النفق المظلم ، وربما يتحول عادل بعد سنوات إلى نسخة أخرى من صاحب المحل القاسى ، وتقوم رانيا بإصدار شريط كاسيت جديد ، أما الطفل فإن المستقبل الدامس ينتظره ليصبح مجرد سائس جراج كهل مثل جدة (لطفى لبيب ) .
هناك تعليق واحد:
مرحباً / عشاق السنيما
لقد قام أحد المعجبين بمدونتك بإضافتها إلى تدوينة دوت كوم، بيت المدونات العربية.
قام فريق المحررين بمراجعة مدونتك و تصنيفها و تحرير بياناتها، حتى يتمكن زوار الموقع و محركات البحث من إيجادها و متابعتها.
يمكنك متابعة مدونتك على الرابط التالى:
http://www.tadwina.com/feed/1461
يمكنك متابعة باقى مدونات تدوينة دوت كوم على الرابط التالى:
http://www.tadwina.com
لعمل أى تغييرات فى بيانات مدونتك أو لإقتراح مدونات أخرى لا تتردد فى الإتصال بنا من خلال الموقع ونرجو منك مراسلتنا للأهمية على الايميل
Tadwina@gmail.com
لوضع البانر الخاص بنا على الصفحة الرئيسية لمدونتك حتي يستطيع قراءنا في مصر والوطن العربي من متابعة تدويناتك المستحدثة
و لكم جزيل الشكر،
فريق عمل تدوينة دوت كوم.
http://www.tadwina.com
إرسال تعليق