تتسبب بعض الأعمال السينمائية فى إصابتنا بالإكتئاب إما بسبب قتامة أجوائها مثل فيلمى ( mystic river ـ million dollar baby) للمخرج كلينت إيستوود ، أو بسبب إرتفاع مستواها الفنى مثل فيلمى
( awakenings ) إخراج بينى مارشال وفيلم (About Schmidt ) للمخرج ألكسندر باين ، حيث يشعر المتلقى المثقف والدارس لفن السينما بإستحالة قيامه بصنع هذه الأعمال فى مصر لثلاثة أسباب ، الأول هو عدم مكوث هذه التجارب فى دور العرض السينمائى لأكثر من إسبوع ، أما الثانى فيرجع إلى تصاعد ضحكات الجمهور وإستهجانه أثناء متابعته للموضوعات المختلفة عن السائد ، بعكس حالة التصفيق التى عمت القاعة المعروض فيها فيلم (بوحة) عندما ألقى البطل موعظته الختامية داخل قاعة المحكمة ، أما السبب الثالث فهو تعمد كثير من السينمائيين سواء من الأكاديميين أو المتمرسين إحباط التجارب الشابة بعبارات من طراز ( لماذا قمت بكتابة هذا العمل ) وهى أراء تكشف عن رغبتهم الدفينة فى الإستحواذ على كل شىء ، كأن يتم إستضافة أحد السينمائيين المدعين فى برنامج تلفزيونى فيقترح على المعد أن يكون الناقد الفلانى هو الضيف المشارك معه فى الحلقة ، وبعد أشهر قليلة نتابع عملاً هلامياً للفنان الأكذوبة على شاشات السينما ليعتبره الناقد أحد أهم الأعمال فى تاريخ السينما المصرية ، ويشيد بالحس الجمالى الذى يفتقده المخرج وكاتب المقال معاً ، كما يشير إلى الوميض الإبداعي المنتشر بين ثنايا هذه الفيلم المشرف ، وقد يشطح به القول فيقارن بين أداء البطل ونجم السينما روبرت دى نيرو ، أو يعتبر عدم فوزه فى إحدى المهرجانات لهو عار على لجنة التحكيم ، بالرغم من عدم إشتراك العمل فى أى مسابقة محلية أو دوليه .
تجمعت فى ذاكرتى العبارات السابقة أثناء مشاهدتى لفيلم ( فخفخينو ) أخر أعمال المخرج إبراهيم عفيفى ، والذى يجمعه مع كاتبه المفضل ( أحمد عبد السلام ) للمرة الرابعة بعد أفلام ( الفرن ـ السيد قشطة ـ عزبة الصفيح ) وهى أعمال تمتلىء بالتوابل التجارية والذى يحرص عليها المخرج فى هذا الفيلم مخاطباً غرائز الجمهور منذ المشهد الأول عن طريق استعراضه لأجساد الزوجة اللعوب والخادمة والجارة عند ظهورهم على الشاشة .
ويحفل الشريط السينمائى بالعديد من الإخفاقات مثل بدء الأحداث بمشهد طويل تحلم فيه إحدى الشخصيات الثانوية الغير مؤثرة فى تطور الدراما ، وأن يدور جزء كبير من الأحداث داخل أحدى شركات الإنتاج دون أن نعرف أى معلومه عن نوع الأعمال التى تنتجها هذه الشركة ، أو رصد كاميرا ( سعيد شيمى ) للمايك الخاص بتسجيل الصوت فى أحد المشاهد التى تجمع بين السكرتيرة ومساعد رجل الأعمال ، بالإضافة إلى ظهور أفيش فيلم الغجر (لنفس المخرج) فى أحد اللقطات بالرغم من مشاركة أحد أبطاله ( شريف عبد المنعم ) بدور رئيسى داخل العمل ، وقيام البطل بتهنئة إبنته لمساعدته فى التخلص من زوجته بالرغم من تأكيدها على معرفته بعلاقاتها المشينة .
يتشابه فيلم فخفخينو مع الأفلام الأجنبية الواردة فى بداية المقالة فى نقطه واحدة وهى الكأبة المسيطرة عليه ، فالعمل يؤكد إلى عجز الحكومة عن منح الخريجين الشباب وظائف ملائمة لمؤهلاتهم الجامعية مما يضطرهم إلى الإتجاه إلى أعمال أقل إحتراماً للحصول على المال ، كما ينتهى بهروب رجل الأعمال الفاسد ( يوسف شعبان ) إلى خارج البلاد فى إشارة لإستحالة القضاء على الفساد ، أما الشاب الطموح ( أحمد جمال ) فيتزوج من إبنة تاجر المخدرات ويتستر على جرائمه مطبقاً مقولة الفنان تامر هجرس فى فيلم ( البلد دى فيها حكومة ) ( علشان توصل فى البلد دى .. لازم تدوس على كل الناس ) .
وتبقى فى النهاية الإشارة إلى نقطة هامه وهى ما سبب قيامى بكتابة هذه المقالة ، الإجابة ببساطة متناهية هى رغبتى فى توجيه قدر من النصح والإرشاد للموهوبين الجدد .. أمامكم المثال الحى للفيلم المصرى سريع الإنتاج والإستهلاك ، فإما أن تصنعوا مثله ، أو عليكم الإتجاه إلى النيل فهو بالقطع أرحم من الواقع السينمائى المنحدر من سيء .... إلى أسوأ .
تجمعت فى ذاكرتى العبارات السابقة أثناء مشاهدتى لفيلم ( فخفخينو ) أخر أعمال المخرج إبراهيم عفيفى ، والذى يجمعه مع كاتبه المفضل ( أحمد عبد السلام ) للمرة الرابعة بعد أفلام ( الفرن ـ السيد قشطة ـ عزبة الصفيح ) وهى أعمال تمتلىء بالتوابل التجارية والذى يحرص عليها المخرج فى هذا الفيلم مخاطباً غرائز الجمهور منذ المشهد الأول عن طريق استعراضه لأجساد الزوجة اللعوب والخادمة والجارة عند ظهورهم على الشاشة .
ويحفل الشريط السينمائى بالعديد من الإخفاقات مثل بدء الأحداث بمشهد طويل تحلم فيه إحدى الشخصيات الثانوية الغير مؤثرة فى تطور الدراما ، وأن يدور جزء كبير من الأحداث داخل أحدى شركات الإنتاج دون أن نعرف أى معلومه عن نوع الأعمال التى تنتجها هذه الشركة ، أو رصد كاميرا ( سعيد شيمى ) للمايك الخاص بتسجيل الصوت فى أحد المشاهد التى تجمع بين السكرتيرة ومساعد رجل الأعمال ، بالإضافة إلى ظهور أفيش فيلم الغجر (لنفس المخرج) فى أحد اللقطات بالرغم من مشاركة أحد أبطاله ( شريف عبد المنعم ) بدور رئيسى داخل العمل ، وقيام البطل بتهنئة إبنته لمساعدته فى التخلص من زوجته بالرغم من تأكيدها على معرفته بعلاقاتها المشينة .
يتشابه فيلم فخفخينو مع الأفلام الأجنبية الواردة فى بداية المقالة فى نقطه واحدة وهى الكأبة المسيطرة عليه ، فالعمل يؤكد إلى عجز الحكومة عن منح الخريجين الشباب وظائف ملائمة لمؤهلاتهم الجامعية مما يضطرهم إلى الإتجاه إلى أعمال أقل إحتراماً للحصول على المال ، كما ينتهى بهروب رجل الأعمال الفاسد ( يوسف شعبان ) إلى خارج البلاد فى إشارة لإستحالة القضاء على الفساد ، أما الشاب الطموح ( أحمد جمال ) فيتزوج من إبنة تاجر المخدرات ويتستر على جرائمه مطبقاً مقولة الفنان تامر هجرس فى فيلم ( البلد دى فيها حكومة ) ( علشان توصل فى البلد دى .. لازم تدوس على كل الناس ) .
وتبقى فى النهاية الإشارة إلى نقطة هامه وهى ما سبب قيامى بكتابة هذه المقالة ، الإجابة ببساطة متناهية هى رغبتى فى توجيه قدر من النصح والإرشاد للموهوبين الجدد .. أمامكم المثال الحى للفيلم المصرى سريع الإنتاج والإستهلاك ، فإما أن تصنعوا مثله ، أو عليكم الإتجاه إلى النيل فهو بالقطع أرحم من الواقع السينمائى المنحدر من سيء .... إلى أسوأ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق