تنقسم أفلام السير الذاتية للأدباء والسياسيين والفنانين إلى نوعين ، النوع الأول تتناول فيه الأعمال حياة الشخص باستفاضة ويتم من خلالها إستعراض تفاصيل حياته بأكملها وقد تنتهى بوفاة البطل مثل فيلم ( مالكوم إكس ) الذى رشح عنه الفنان دينزل واشنطن لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل ، أما النوع الثانى فيتم التركيز فيه على فترة محددة من حياة البطل مثل فيلمى
( capote) إخراج بينيت ميللر والذى تناول قيام الصحفى ترومان كابوت
( فيليب سيمور هوفمان ) بتأليف أحد أهم إبداعاته .
( capote) إخراج بينيت ميللر والذى تناول قيام الصحفى ترومان كابوت
( فيليب سيمور هوفمان ) بتأليف أحد أهم إبداعاته .
ويكتسب فيلم (Coco Avent chanel ) أهميه كبرى نظراً لأنه الفيلم الثانى الذى يدور حول هذه الشخصية بعد الفيلم التلفزيونى (Coco chanel ) إخراج كريستيان دوجواى ، والذى تم إنتاجه عام 2008 ، وقامت ببطولته الفنانة الكبيرة (شيرلى ماكلين) ، كما أن مخرجته
( ان فونتين ) إمرأة ، فهى قطعاً لم تختر هذا الموضوع بمحض الصدفة ، بل لأنها تثق تماماً فى تقديمها رؤية مختلفة لهذه الشخصية الإستثنائية .
( ان فونتين ) إمرأة ، فهى قطعاً لم تختر هذا الموضوع بمحض الصدفة ، بل لأنها تثق تماماً فى تقديمها رؤية مختلفة لهذه الشخصية الإستثنائية .
تقرر المخرجة / المؤلفة منذ بداية العمل أن تجعل الأحداث تختلف تماماً عن الفيلم التلفزيونى الذى سبق عرضه ، فتعبر عن فترة الطفولة الخاصة بالبطلة فى لقطات قليلة يتم التأكيد من خلالها على عنصرين الأول هو إفتقادها للأب وهو ما جعلها تدخل فى علاقة مع شخص يكبرها سناً عندما تبلغ سن الشباب ، أما العنصر الثانى فهو تطلعها الدائم ، فأسماء العاملين بالفيلم تتسرب بهدوء على الشاشة بينما تتأمل كوكو الطفلة العالم الخارجى وهو ما يتكرر بعد ذلك عند دخولها لمنزل الثرى بالسان ( بينويت بويلفوردى ) لأول مرة حيث تتابع البطله فى هذه المشاهد محتويات المنزل من أثاث وتحف غالية الثمن .
ويؤكد السيناريو على مهارة البطلة فى مجال تصميم الأزياء فى عدة مواضع ، فالبطلة تقوم بإصلاح الزى الخاص بشقيقتها حتى تستطيع ارتداءه فى أحد المشاهد ، كما تقوم بتغيير القبعة الخاصة بإحدى السيدات بأخرى مناسبة الفستان الذى ترتديه فى إحدى السهرات ، ويشير إلى إحتقار الطبقة الأرستقراطية للفن ، عندما يصوب بالسان الأسهم تجاه لوحه معلقة على الحائط .
وإذا كانت المخرجة تمنح المشاهد عبارة مجانيه فى النهاية وهى ( لقد كانت كوكو شانيل نموذجاً للمرأة العصرية ) ، فإنها تفشل فى التعبير عن معنى الجملة السابقة على مدار الأحداث ، فالفيلم لا يركز على أهم ما يميز إبداعاتها فى مجال تصميم الملابس ، فمعظم الأحداث تدور حول علاقة كوكو ( أودرى تاتو ) بعشيقها العجوز ، بل أن البطلة لم تفكر فى الإستقلال المادى عنه بعد تحولها لمصممة أزياء .
وعلى جانب أخر تهتم المخرجة باللقطات العامة التى تستعرض من خلالها المناظر الطبيعية الخلابة أثناء قيام البطلة بالتوجه إلى منزل بالسان ، كما تتمكن من التفرقة بين علاقة البطلة به القائمة على المنفعة المادية البحتة وحبها لبوبى ( أليخاندرو نيفولا ) عن طريق إختيار توقيت مشاهد ممارسة الحب ، فإذا كانت مشاهد كوكو مع بالسان تدور دائماً فى المساء ، فإن اللقاء الأول الذى يجمعها ببوبى بعد تركها للمنزل بشكل مؤقت يتم داخل سيارته نهاراً .
كما يعانى الفيلم من بطء الإيقاع فى كثير من أجزاءه بسبب سيطرة طول الحوار وإعتماد المؤلفة عليه فى توصيل أفكارها ، ويدل المشهد الأخير والذى تتذكر فيه البطله حياتها الماضيه بشكل سريع أثناء أحد عروض الأزياء على ضعف التناول حيث أنه يقدم للمشاهد مجموعه من المشاعر التى وصلت إليه بالفعل على مدار الأحداث ، كما أنه يختزل رحلة صعود البطلة بشكل مخل ودون أى تمهيد .
هناك تعليق واحد:
اخر كلام اشوف الفيلم دا ولا لأ انا عندي وشلتوا ورجعتوا 4 مرات
ها
عايز كلمة اخيرة
إرسال تعليق