الثلاثاء، 29 أبريل 2014

Tiramisu



إذا كان المخرج القدير ( ألكسندر باين ) مشهور بتقديمة لأعمال تتناول شخصيات غير نمطية ، تبتعد عنها السينما ، وتتميز بعجزها الواضح عن تحقيق أمالها وطموحاتها مثل فيلمى ( side ways   ـ election ) ، فإن المخرج المصرى ( محمد خان ) قد سبقه فى تقديم هذه الفئات المطحونة على الشاشة وذلك فى كثير من أعماله مثل ( موعد على العشاء ـ سوبر ماركت ) .
وتنضم المخرجة ( باولا فان دير أوست ) إلى الفنانين السابق ذكرهم بتقديمها فيلم (Tiramisu) ، والذى يدور حول ممثلة كبيرة تعانى من بدء إنحسار شهرتها ، وهو ما تؤكد عليه المخرجة / كاتبة السيناريو منذ بداية العمل من خلال قيامها بزرع شخصية الممثلة صغيرة السن التى تشارك معها فى العمل المسرحى ، فهذه الشخصية ليست مجرد نمط مسطح ، وإنما تمثل ماضى البطلة ، وكذلك ينجح السيناريو فى إظهار النموذج النقيض للبطلة وهو الممثلة العجوز التى تعيش حياة هادئة مع زوجها المخرج المسرحى ، والتى تمثل الحلم الذى لم تستطع البطلة تحقيقه بعد .
ويربط الفيلم منذ البداية بين الشخصيتين الأساسيتين ( الممثلة ـ المحاسب ) ففى اللقاء الأول الذى يجمعهما يتم تصوير الممثلة بحيث تظهر فى المرأة الموجودة بجوار باب المنزل المفتوح لإستقبال البطل، فيبدو البطلان متجاورين فى هذه اللقطة ، وإذا كان من المفترض على المحاسب أن يحل المشاكل الضريبية الخاصة بالبطلة فإن هذا الأمر يحتوى على مفارقة رائعة وهى أنه يعانى من عدم التواصل مع زوجتة ، فهو يحتاج إلى من يساعدة فى حل مشكلته ، فالعمل إذن يقدم لنا بطلان متشابهان رغم إختلافهما الثقافى والطبقى ، ولذلك فإن الحل الوحيد لمشكلة كل منهما يأتى فى نهاية العمل عن طريق الأخر .
 فالبطلة تستعيد علاقتها بإبنتها وتقرر تغير حياتها عن طريق تفصيلة صغيرة وهى إصرارها على الإنتقال من المنزل ، أما البطل فيقيم فى العوامة الخاصة بها ، ويطلق على إبنته إسم ( أن ) تقديراً منه لمدى تأثير الممثلة على مستقبلة .
ويحتوى الفيلم على العديد من التفاصيل المعبرة عن مشاعر الأبطال مثل الصورة الموجودة داخل منزل (أن) والتى تصور البطلة وهى تقف مبتسمة بجوار إبنتها وزوجها ، فهى لا تعطى فقط معلومة عن حياة الممثلة الماضية ، بل وتعبر عن حالة الحزن التى تمر بها عندما تتواجد على الحائط فى مشهد حديثها المؤثر مع إبنتها الصغيرة فى الغرفة ، وهناك أيضاً الشجرة التى تضعها البطلة أمام إعلان بيع المنزل فى المزاد العلنى ، رغبة منها فى تجنب نظرات الشماته أو العطف من أصدقائها المدعوين فى الحفل الليلى ، كما يأتى قيام البطل بارتداء عدسات لاصقة فى نهاية العمل ليؤكد على نظرته الجديدة للحياة ، بعكس قيامه بإرتداء نظارة طبيه على مدار الفيلم ، تأكيداً على أنه يتعامل مع جميع مع المحيطين به بشكل مسطح .
ويلجأ صناع العمل إلى المونتاج المتوازى ما بين البطل داخل التاكسى والبطله وهى تجلس حزينة فى منزلها تعبيراً عن حالة الإكتئاب التى يمر بها كلا الطرفين ، ويؤكد على عدم ثقة الإبنة فى والدتها عندما تسأل الإبنة المحاسب عن كونه عشيق الممثلة ، كما يعانى معظم أبطال العمل من إفتقاد السعادة فطليق البطلة نلمح عنده إستعداداً لإستئناف علاقته معها رغم إرتباطه بممثلة صغيرة السن ، وزوجة البطل تتركة يومين بسبب إهماله لها .
تبقى فى النهاية الإشارة إلى أن أهم ما يميز هذه الأفلام ويجعلها تحظى بتقدير فى بلادها أنها لا تحاول إبتزاز المشاهد بمشاعر ميلودرامية مصطنعه

ليست هناك تعليقات: