السبت، 1 أغسطس 2009

1000 مبروك

من الأمور اللافتة للنظر أن معظم الأفلام التى يتم عرضها فى موسم الصيف هذا العام تحتوى على جرائم قتل سواء كانت متعمدة مثل فيلم إحكى يا شهر زاد إخراج يسرى نصر الله ، أو بمحض الصدفة مثل فيلم العالمى إخراج أحمد مدحت ، كما أن هذه الجرائم يستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة مثل السيوف والمطاوى فى فيلم إبراهيم الأبيض إخراج مروان حامد ، أو المسدسات مثل فيلم السفاح إخراج سعد هنداوى ، وينضم فيلم ألف مبروك للمخرج أحمد جلال إلى هذه الأعمال باحتوائه على العديد من المشاهد التى تتضمن مصرع البطل ( أحمد حلمى ) .
إذا تصادف ومر أحد الأشخاص أمام الأفيش الخاص بفيلم ( ألف مبروك ) فور إنتهائة من مشاهدته ، سيبدأ فى التعامل معه بشكل مختلف عن رؤيته السابقة له فى الشوارع والميادين المختلفة ، حيث يصور هذا الملصق بطل العمل خارجاً من نعش بينما ترتسم على وجهه إبتسامة ، وهو ما يعبر عن مصير البطل والذى تقبل فكرة وفاته بشكل سلس فى نهاية الأمر ، كما أن إسم العمل إنما يرتبط بفكرة الفيلم ، فالبطل طوال الأحداث يمتاز بالعديد من الخصال السيئة مثل اللامبالاة ، فهو إذن شخص غير كامل ، ولذلك فإن تتابعات النهاية التى تشهد تصالحاً بين جميع الأطراف إنما تشير إلى نجاح البطل فى أن يكون شخصاً جيداً ، كما أنه قد إعترف بعيوبة أمام الموظفين الجدد وهذه خطوة تؤكد أنه لو كان العمر قد إمتد به فسيعيد ترتيب حياته مرة أخرى ، ولذلك فإن صناع العمل إنما يهنؤنه على ذلك بإختيارهم لهذا العنوان ليتصدر الفيلم .
وإذا كان البطل تتكرر معه بعض التفاصيل التى يمر بها يومياً مثل مقابلة الشجار مع الأخت ومقابلة الحلاق ، فإن الجزء الأخير من العمل يشهد إنتقال بعض التفاصيل إلى أفراد أسرته فشقيقته تصاب بجرح فى أحد أصابعها ، وترتطم الكرة التى يسددها الطفل الصغير بوالده أثناء جلوسة على المقهى ، بينما تحدثه والدته عن عطل الساعة الخاصة بها ، كما تتغير بعض التفاصيل الأخرى مثل الصنبور الذى تندفع منه المياة وإستماع البطل لحديث والدته مع والدة ، وهو ما يعبر عن إختلاف الواقع عن الإطار المغلق الذى تمت محاصرته بداخلة طوال العمل .
تدور أحداث فيلم ( ألف مبروك ) يوم زفاف البطل ، ولا يبدو إختيار هذا اليوم قد جاء بمحض الصدفة ، فقد شهد زفافه إلى الموت وليس إلى عروسه ، كما أن الفيلم قد تجاهل متعمداً العديد من التفاصيل يوم العرس ، فلا يوجد شخص يذهب إلى حفل زفافه الساعة الثانية عشر مساء ، تاركاً المدعوين وحدهم داخل قاعة الفرح ، بينما المعتاد أن يصل للمكان مع زوجة المستقبل والأقارب والمعارف .
وعلى جانب أخر تتشابه بعض المواقف الدراميه فى هذا العمل مع أجزاء من فيلم (Groundhog Day) مثل محاولة البطل الإنتحار بسبب يأسه من يومه المتكرر ومقابلته لشخص يطلب منه شراء بوليصة تأمين / أسهم ، كما تختلف مواقف أخرى عن نفس الفيلم الأجنبى ، فعلى سبيل المثال يحتوى هذا العمل على قصة حب تتطور مع مرور الأحداث وإكتشاف البطل جميع الأشياء التى تفضلها حبيبته ، أما الفيلم المصرى فيخلو من ذلك حيث يركز بشكل رئيسى على شخصية البطل وعلاقته بمن حوله .
يستعين المخرج أحمد جلال بعدد من الوجوه الجديدة شارك بعضهم فى عمل واحد مثل محمد فراج والذى إشترك فى بطولة فيلم ( بنات وموتوسيكلات ) للمخرج فخر الدين نجيدة ، بينما يظهر البعض الأخر للمرة الأولى مثل ( محمود الفيشاوى ) ، وبالرغم من إبتكارية هذه التجربة ، إلا أن المشاهد لا يستطيع أن ينسبها إلى المخرج فقط بل عليه أن يشيد بالبطل الذى تحمل هذه المخاطرة ، ففى مصر يختار الممثل كل من المخرج والمؤلف ومدير التصوير ، فنلاحظ أن معظم الأعمال التى قام ببطولتها الممثل ( كريم عبد العزيز ) قام بتصويرها المصور ( إيهاب محمد على ) وهو الذى لم يستعن به المخرج أحمد جلال فى أعماله التى قدمها مع غيرة من الفنانين .

ليست هناك تعليقات: