أحياناً يقوم صناع الأعمال السينمائية فى العالم بوضع إهداء بسيط داخل أفلامهم ، وتختلف أساليب صياغة عبارات الشكر والإمتنان من فيلم لأخر ، فعلى سبيل المثال يهدى المخرج محمد خان فيلمه ( موعد على العشاء ) إلى نوال وهو إسم الشخصية التى قامت بتجسيدها الفنانة ( سعاد حسنى ) فى هذا الفيلم ، كما يلخص مضمون فيلمه ( سوبر ماركت ) بعبارة بليغة يضعها قبل التترات وهى ( من أحد الفاشلين إلى كل الناجحين ) ، أما المخرج داود عبد السيد فيهدى عمله البديع ( أرض الخوف ) إلى واضع الموسيقى الحساس ( راجح داود ) ، على العكس من المخرج أحمد عاطف والذى يرسل تحياته إلى فنان الصورة ( محسن أحمد ) فى فيلمه ( إزاى البنات تحبك ) ، و فى بعض الأحيان يتوجه الإهداء إلى شخص رحل عن الحياة الدنيا مثل فيلمى ( عسكر فى المعسكر إخراج محمد ياسين ـ خالتى فرنسا إخراج على رجب ) ، وتجدر الإشارة إلى قيام المخرج (سام ميندز ) بوضع إهداء لمدير تصوير فيلمه ( road to perdition ) نظراً لوفاته عقب الإنتهاء من تصوير العمل وعرضه على الجمهور ، وفى عام 2009 يدخل المخرج إسماعيل مراد إلى هذا المضمار ويبدأ فيلمه الأخير ( يوم ما تقابلنا ) بجملة يكرم بها مونتيرة العمل (منار حسنى) ، ومن الطبيعى أن القارىء لهذه العبارة ستتولد لديه حالة من الترقب لمستوى عملها فى الفيلم والذى دفع المخرج لتكريمها ، ولكنه سيصاب بحالة من الذهول عندما يشاهد هذا المشهد محكم الصياغة الذى يسير فيه نجل البطل (أحمد نور) فى الصباح الباكر ، والذى تم وضعه بين مشهدين تدور أحداثهما فى فترة الليل المظلم ، بحيث يكسر ذلك التتابع البصرى للأحداث نظراً لأن الفيلم يدور فى يومين متعاقبين ، ثم يفاجئنا بعد مشاهد قليله باختراع جديد يتم عن طريقه إعادة اللحية الخاصة بالممثل عبد الله مشرف فور ظهوره بدونها على الشاشة ، وذلك رغبة من المخرج فى تحقيق أحد أكبر أخطاء الراكور فى تاريخ السينما العربية .
ثمة حالة من التقمص تنتاب المخرج (إسماعيل مراد) فى هذا الفيلم ، فهو يتحول إلى نسخة مشوهة من المخرج (حسن الإمام) فى المشاهد الميلودرامية الممتلئة بأكوام الدموع الصناعية مثل اللقاء الذى يجمع بين البطل ( محمود حميدة ) وطليقته ( علا غانم ) ، وينتحل فى أحيان أخرى شخصية المخرج (إسماعيل حسن) فيقوم بتنفيذ مجموعة من المشاهد يتوهم أن تثير قدراً من الإبتسام لدى المشاهد البائس ، مثل (مشهد مقابلة الرجيسير للجمهور باعتباره النجم السينمائى الشهير ، وتوبيخ مساعد المخرج لإحدى السيدات من الكومبارس نظراً لقيامها بارتداء حذاء متواضع / شبشب ) ، كما يضع الموسيقى الخاصة بمسلسل ( الضوء الشارد) للمخرج مجدى أبو عميرة ، أثناء عرض مشهد يجمع بين الفنان نور الشريف والممثل كريم كوجاك ضمن أحداث مسلسل ( حضرة المتهم أبى ) إخراج رباب حسين ، ويتحول المخرج فى بعض اللحظات الدرامية إلى صورة من صانع أفلام المقاولات (ناصر حسين) حيث يدمر إحساس الممثل (محمد نجاتى) بشخصيته فى مشهد قراره الخاص بترك أصدقاؤه والعودة إلى القاهرة ، متبعاً نظرية حداثية يتركز مضمونها فى العبارة الأتية (العشوائية فى تحريك المجاميع هى الطريق الوحيد للإشتراك فى مهرجان القاهرة السينمائى) ، بحيث تنتشر بجوار الممثل مجموعة من الكومبارس (أجبرهم حظهم التعس على الظهور أمام كاميرا المخرج الطليعى) بشكل فوضوى ، وكأنه يقوم بتصوير برنامج من إنتاج القناة الخامسة داخل أحد الشوارع المزدحمة بمحافظة الإسكندرية ، وعلى جانب أخر يأتى مشهد حلم (أم نصيف) بشقيقتها الراحلة أشبه بأفلام الرعب الساذجة التى تخصص فى صناعتها المخرج (ياسين إسماعيل ياسين ) .
فى أخر مشاهد فيلم ( يوم ما تقابلنا ) تؤكد زينب لأفراد أسرتها مدى جمال هذا اليوم الذى قضته خارج المنزل ، مما يدفعنا للتساؤل هل كانت تقصد بذلك يوم المخرج ( إسماعيل مراد ) الملىء بالزيف والإفتعال والسماجة ، أم ذلك اليوم الذى تقابلت فيه إحدى فتيات الليل مع سائق تاكسى فقير ، تحت إشراف مخرج متفرد لم يسعى للوصول إلى العالمية ، بقدر ما كان متعاطفاً مع البائسين والمحبطين من البشر ، فى فيلم يحمل إسم ( ليلة ساخنة ) .
ثمة حالة من التقمص تنتاب المخرج (إسماعيل مراد) فى هذا الفيلم ، فهو يتحول إلى نسخة مشوهة من المخرج (حسن الإمام) فى المشاهد الميلودرامية الممتلئة بأكوام الدموع الصناعية مثل اللقاء الذى يجمع بين البطل ( محمود حميدة ) وطليقته ( علا غانم ) ، وينتحل فى أحيان أخرى شخصية المخرج (إسماعيل حسن) فيقوم بتنفيذ مجموعة من المشاهد يتوهم أن تثير قدراً من الإبتسام لدى المشاهد البائس ، مثل (مشهد مقابلة الرجيسير للجمهور باعتباره النجم السينمائى الشهير ، وتوبيخ مساعد المخرج لإحدى السيدات من الكومبارس نظراً لقيامها بارتداء حذاء متواضع / شبشب ) ، كما يضع الموسيقى الخاصة بمسلسل ( الضوء الشارد) للمخرج مجدى أبو عميرة ، أثناء عرض مشهد يجمع بين الفنان نور الشريف والممثل كريم كوجاك ضمن أحداث مسلسل ( حضرة المتهم أبى ) إخراج رباب حسين ، ويتحول المخرج فى بعض اللحظات الدرامية إلى صورة من صانع أفلام المقاولات (ناصر حسين) حيث يدمر إحساس الممثل (محمد نجاتى) بشخصيته فى مشهد قراره الخاص بترك أصدقاؤه والعودة إلى القاهرة ، متبعاً نظرية حداثية يتركز مضمونها فى العبارة الأتية (العشوائية فى تحريك المجاميع هى الطريق الوحيد للإشتراك فى مهرجان القاهرة السينمائى) ، بحيث تنتشر بجوار الممثل مجموعة من الكومبارس (أجبرهم حظهم التعس على الظهور أمام كاميرا المخرج الطليعى) بشكل فوضوى ، وكأنه يقوم بتصوير برنامج من إنتاج القناة الخامسة داخل أحد الشوارع المزدحمة بمحافظة الإسكندرية ، وعلى جانب أخر يأتى مشهد حلم (أم نصيف) بشقيقتها الراحلة أشبه بأفلام الرعب الساذجة التى تخصص فى صناعتها المخرج (ياسين إسماعيل ياسين ) .
فى أخر مشاهد فيلم ( يوم ما تقابلنا ) تؤكد زينب لأفراد أسرتها مدى جمال هذا اليوم الذى قضته خارج المنزل ، مما يدفعنا للتساؤل هل كانت تقصد بذلك يوم المخرج ( إسماعيل مراد ) الملىء بالزيف والإفتعال والسماجة ، أم ذلك اليوم الذى تقابلت فيه إحدى فتيات الليل مع سائق تاكسى فقير ، تحت إشراف مخرج متفرد لم يسعى للوصول إلى العالمية ، بقدر ما كان متعاطفاً مع البائسين والمحبطين من البشر ، فى فيلم يحمل إسم ( ليلة ساخنة ) .
هناك تعليق واحد:
ناصر حسين واسماعيل حسن انتا لسه فاكر الناس دي
إرسال تعليق