الأربعاء، 15 أبريل 2009

عجميستا .. قصة رجلين متشابهين

بعد توقفات كثيرة نتيجة إصابة الممثلين عرض أخيرا فيلم عجميستا حيث أكد جميع أبطالة فى أغلب الحوارات الصحفية أن الفيلم أكشن من الألف إلى الياء ، والواضح من توقيت عرض عجميستا هو عدم ثقة شركة الإنتاج فى تحقيق الفيلم للإيرادات المرجوة رغم تكلفة الفيلم المتوسطة حيث سيتم حتما سحبة من دور العرض قريبا لصالح أفلاما أخرى تتبع نفس شركة التوزيع
مكتوب على أحد أفيشات فيلم عجميستا باللغة الانجليزية جملة "Story of 2 Different Men"ومعناها باللغة العربية قصة رجلين مختلفين ولكن الجملة الأصح فى رأيى بأن توضع بدلا منها هى ( قصة رجلين متشابهين ) فعلى مدار الفيلم تظهر بوضوح العديد من التفاصيل المشتركة بين كلا البطلين ، حيث يعانى كل منهما من فشل فى تحقيق ذاته ( عز لم يكتب رواية واحدة أما شجلوف فهو يتنقل بين عدة أعمال دون أن يحقق حلمه الأكبر ألا وهو امتلاك مركب ) .
هناك أيضا لكل منهما صديق مخلص يساعده فى كافة المشاكل التى يمر بها وبينما يمتد دور عمران صديق عز ( خالد أبو النجا ) على مدار الفيلم مع وجود تطور واضح فى شخصيته من الشعور بالغيرة بعد نشأة علاقة الصداقة بين كلا البطلين حتى الثورة ثم التغير فى النهاية عندما يطلب من عز الذهاب لإحضار شجلوف إلى المنزل ، يبقى حضور الصديق الأخر ( عمرو ممدوح ) أقرب إلى ضيف الشرف الذى يظهر فى البداية ثم يختفى لمدة ساعة قبل ظهوره مرة أخرى .
عدة مصادفات تؤثر بالسلب على منطقية أحداث الفيلم ، مثل قيام عز بالتجول بجوار البحر فى نفس المكان الذى يتم فيه ضرب شجلوف بواسطة الجزار ورجالة ، أو سير ( عمرو ممدوح ) صديق البطل بجوار المكان الذى يقوم فيه تاجر الحشيش بضرب شجلوف بالاشتراك مع صديقه أما المصادفة الكبرى فهى سير نفس الصديق فى نفس الشارع الذى يقود فيه عز ( خالد أبو النجا ) سيارته متجها إلى مصر لكى يغير عز وجهة نظره تماما إلى النقيض .ثمة قصة مقحمة على أحداث الفيلم وهى الخاصة بتاجر الحشيش ( شريف حلمى ) الذى يجأر بالصراخ بعد وفاة شقيقه معتقدا أن شجلوف هو من قام بقتله ثم يختفى لمدة ساعة ونصف دون أن نرى تطورات الحادث فى لقطة واحدة ( حيث يكتفى المؤلف بجمله عابرة على لسان صديق شجلوف يتحدث فيها عن بحث التاجر عنه ) قبل أن يظهر مرة أخرى فى نهاية الفيلم لكى ندخل فى مجموعة مطاردات ساذجة كأن يقتل التاجر ظابط شرطة يقف فى لجنة تمتلىء بالسيارات ولا تتحرك اى سيارة من مكانها ولا نرى رد فعل أى شخص باستثناء عز بل ولا نشاهد أى دور للشرطة سوى فى اللحظات الأخيرة على طريقة أفلام الخمسينات كأن يظهر ظابط الشرطة فجأة ليطلق النار على التاجر قبل قيامه بقتل شجلوف بلحظة واحدة .
إن اجتماع شخصين من وسطين اجتماعيين مختلفين حيث يؤثر كل منهما فى حياة الأخر هى فكرة براقة ولكن السيناريو يعبر عن أهم لحظات الفيلم وهى الخاصة بتطور العلاقة بين كلا من عز وشلة شجلوف والتى ألهمته بكتابة أولى رواياته ( عجميستا ) عن طريق فوتومونتاج ساذج حيث يجلس معهم أثناء تدخينهم للحشيش أو حين يقف مع شجلوف فى المطبخ أو أمام البحر بينما يتعمد المخرج لأغراض تجارية بحته إما إقحام بعض المشاهد مثل الظهور المفاجىء لمى عز الدين فى مشهد المواجهة بينها وبين عز ( خالد أبو النجا ) أو تطويل مشاهد أخرى لغرض تشويقى مثل مشهد دخول عز لمنزله أول مرة حيث أنه بالرغم من استخدام المونتاج المتوازى بالانتقال بين تجول عز داخل منزله ومحاولة هروب شجلوف من نفس المنزل إلا أن المشهد يعانى من البطء الشديد بسبب طول اللقطات الخاصة بكلا الممثلين . بشكل عام يثبت فيلم عجميستا أن الأفكار الجيدة لا تصنع دوما أفلاما متميزة .

ليست هناك تعليقات: