أثناء قيام المخرج ( أوليفر ستون ) بتصوير فيلمه ( الأبواب ) عرضت عليه شركة وارنر بروس عمل فيلم يحكى عن قصة حياة الملياردير المعروف ( هوارد هيوز ) ولكن المشروع تعطل ليعيد المخرج ( مارتن سكورسيزى ) إحياءه مرة أخرى بإيعاز من الممثل (ليوناردو دى كابريو) والذى قرر بعد القبول النقدى الذى حظى به فيلمى (catch me if you can ـ gangs of new york ) أن يتجه نحو نوعية أخرى من الأفلام التى يستطيع من خلالها إبراز قدراته كممثل ، مما جعله يقوم بإنتاج فيلم ( the aviator ) والذى حصل على خمس جوائز أوسكار .
(هيوز ) هو الحاضر الغائب فى فيلم ( the Hoax ) فأغلب لقطاته ذات صبغة تسجيلية ، إما لقطات موثقة أو تم تصويرها بحيث أنها تبدو للمشاهد وكأنها جزء من أرشيف تسجيلاته ، ويعبر السيناريو عن سلطاته طوال الأحداث ، ففى العديد من المشاهد يصاب البطل وصديقه بحالة من الذعر الشديد نتيجة خوفهما من قيام هيوز بالتخلص منهما ، كما يفرط الصديق فى الشراب ومصاحبة فتيات الليل إعتقاداً منه أنه هالك لا محالة ، ويعلق البطل صوره داخل حجرته ، كما تتصدر صورة كبيرة عندما يتم الإحتفال بمناسبة نشر الكتاب لها دلاله واضحة فى سيطرته على مجريات الأمور ، وعندما يعرض البطل فكرة الكتاب على دار النشر فإن إحدى الموظفات تؤكد أنه (سيحقق أرباح تتجاوز مبيعات الكتاب المقدس ) .
إن شخصية (هيوز) والذى يسخر البطل من عزلته فى أحد المشاهد ، مطمئناً نفسة بأنه لن يرفع قضية ضدة ، إنما تتضح فى نهاية الأحداث فهو يحرك الجميع وكأنها لاعب عرائس ماهر ، فهو ليس ساذجاً وإنها شخص يمتلك جاذبية خاصة ، نلاحظ أن البطل أثناء تسجيلة للإسطوانات بصوت هيوز ، يحاول بقدر الإمكان محاكاة الشخصية فى شكلها الخارجى ( تسريحة الشعر ـ الشارب ) بالرغم من عدم أهمية تصرفاته على الإطلاق ، هو ما يعبر عن تحوله إلى أسطورة بالنسبة إليه ، مما يجعل طلبه بأن يقابله يتجاوز كونه رغبة كاتب فى اللقاء بشخصية عامة ، إلى رغبته فى الوصول إلى شىء أسطورى .
إن البطل يستمر فى كذبته حتى النهاية ففى أحد مشاهد الفيلم تخبره دار النشر أن هيوز أخبرهم عن طريق التليفون بأنه لا يعرفة ، ويلجأ السيناريو للمرة الأولى والأخيرة للمونولوج الداخلى حيث ينوى الكشف عن الحقيقة لهم ولكنه سرعان ما يعدل عن رأيه حتى لا يخسر كل شىء .
ولكن السيناريو يحتوى على العديد من الخطوط الغير مشبعة درامياً مثل علاقة البطل بزوجته / حبيبته ، بالإضافة إلى شخصية الصديق ( ألفريد مولينا ) والتى يتم حصرها فى قالب السنيد النمطى فى معظم الأحداث بالرغم من أن نهاية الشخصية حملت إسقاطاً واضحاً على علاقة الفنان بجمهوره من خلال قيامة بإلغاء أحد فصول الكتاب والذى كان يعتقد أنه سيثير الكثير من المشاكل .
المخرج ( لاس هالسترم ) رغم تقديمه لأعمال متميزة مثل (chocolat ـ the cider house rules ) فإنه يكتفى فى هذا الفيلم بإتقان الصورة التى لا تصل بطبيعة الحال إلى مستوى الأفلام التى دارت فى نفس الفترة الزمنية مثل ( forrest gump ) للمخرج روبرت زيميكس أو (نيكسون) للمخرج أوليفر ستون ، وذلك باستثناء تنفيذه لمشهد قيام البطل بحكى قصة مقابلة وهمية بينه وبين (هوارد هيوز) والذى تم التعبير عنها بمشاهد مصورة بلونى (الأبيض والإسود ) .
تتحدث كاثرين هيبورن ( كيت بلانشيت ) فى فيلم ( the aviator ) قائلة (هناك الكثير من هوارد هيوز داخل هوارد هيوز ) هذه الجملة تلخص بتكثيف عميق مضمون فيلم ( the hoax ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق